تعتبر الموسيقى والرقص جزءًا لا يتجزأ من التراث الثقافي في دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث تعكس مجموعة متنوعة من الفنون التراثية التي تأصلت واندمجت في حياة المجتمع المحلي. تتسم الإمارات بتعدد ألحانها وإيقاعاتها التي تجسّد التاريخ العريق والتقاليد الأصيلة للشعب الإماراتي.
تأتي "العيالة" في مقدمة الفنون الشعبية التي تتميز بها الإمارات، وهي رقصة جماعية تجمع بين الإيقاع الموسيقي الحماسي والحركة المتناسقة للأفراد، تعبر عن الوحدة والتلاحم بين المشاركين وتستخدم فيها أدوات تقليدية مثل الطبول والدفوف. وتُعتبر العيالة رمزًا للفخر والانتماء الوطني بين الإماراتيين.
أما "الليوه"، فهي نوع آخر من الفنون الموسيقية الراقصة التي تشتهر بها الإمارات، حيث تحمل في طياتها تأثراً من الثقافات الأفريقية والآسيوية نتيجة للتواصل التاريخي عبر البحر. تعتمد الليوه على آلات نفخ وإيقاع مميزة، وتأخذ المشاركين في رحلة من التناغم والانسجام مع الموسيقى.
لا يمكن الحديث عن الموسيقى الإماراتية دون ذكر "فن الحربية"، وهو عبارة عن عرض فني جرئي يجمع بين الإنشاد الجماعي والحركة المحسوبة، ويمثل جزءًا أساسيًا من الاحتفالات الوطنية، حيث يرمز إلى الشجاعة والفروسية التي عرف بها الأجداد.
أيضًا، لا بد من الإشارة إلى "الأهالة"، وهي نوع من القصائد الغنائية التي تُلقى في المناسبات الاجتماعية، وتتميز بأسلوبها العاطفي والمعبر عن مشاعر الفرح والحزن، مما يعكس الحكايات الشعبية وأحداث الذاكرة الجماعية للمجتمع الإماراتي.
تفتخر الإمارات بتراثها الموسيقي والراقص الذي يستمر في النمو والتطور مع المحافظة على الروح الأصيلة والارتباط بالجذور. تعكس هذه الفنون روح الإنسان الإماراتي وتُعبر عن هويته الثقافية الغنية، مشكلةً حلقة وصل بين الماضي والحاضر.